كتابات وآراء


الإثنين - 27 مايو 2019 - الساعة 04:44 م

كُتب بواسطة : د. ياسين سعيد نعمان - ارشيف الكاتب


١/ يتنطط الحوثيون من جبهة إلى أخرى في خطوط التماس القديمة بين الشمال والجنوب مدعومين بسلاح عفاش وخبرائه، وسلاح إيران وخبراء حزب الله، يحشدون أطفال اليمن إلى الموت لا لشيء إلا لأنهم قرروا تدمير اليمن وإغراقه في حرب يحتاج إليها نظام الملالي في إيران.

٢/ في كل جبهة من هذه الجبهات يكسر شرفه، وشرف السلاح الذي جمع من خبز الشعب اليمني، وشرف المشروع الذي يقف خلفهم. يقتل أطفال اليمن في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. ومع ذلك يواصلون الحشد والتعبئة والقتل.

٣/ اليوم نطوا إلى "ثرة" في مكيراس ليوزعوا طيشهم وهزيمتهم على طول هذا الشريط الذي يمتد من الساحل الغربي وبلاد الصبيحي والمسيمير والضاحي والضالع حتى يافع والبيضاء ومكيراس.

3/ في تساوق مع هذا الطيش فإن المعركة التي تخوضها المقاومة بكل فصائلها هي والجيش وكتائب المتطوعين وبدعم من التحالف العربي في الضالع تدخل شهرها الثالث .. تحققت معها انتصارات، وسقط معها شهداء، وسجلت بأروع الصور بطولات لم تحسب حسابها المليشيات الحوثية وهي تقرر نقل المعركة إلى الضالع.

٤/ تشكل هذه المعركة اختباراً حقيقياً لجملة من المعطيات التي استقرت في المشهد السياسي اليمني عموماً، فهي من ناحية اختبار لترابط وشائج القوى المنضوية تحت مظلة مقاومة مشروع الحوثي في منطوقها العام، وهي من ناحية اختبار حقيقي لقدرة الجنوب على الاحتشاد في مواجهة ما يخطط له الحوثيون من إعادة احتلال الجنوب بكسر أهم جبهة للصمود فيه.

٥/ الحقيقة المؤسفة هي أنه على صعيد المعطى الأول لا يبدو أن هذه المعركة الحاسمة قد حركت حتى الآن القدر الكافي من حوافز التفاعل مع أحداثها، حتى وأبطال المقاومة والجيش فيها يقدمون الشهيد تلو الشهيد، ويصنعون انتصارات طالما تطلع إليها الناس طوال سنوات أربع من الحرب.

٥/ ينتج عن هذا اتساع الهوة بصورة مخيفة، يملؤها خطاب انفعالي تحرق معه المزيد من الأوراق، وفي حين أصبحت هذه الجبهة الواسعة، بفعل طيش الحوثيين وغرورهم ، تشكل تعويضاً رائعاً لجبهة الحديدة التي أسقطناها من أيدينا، فإنه من غير المستساغ أن لا تشعل المواجهة حوافز الدعم والاسناد الشعبي من قبل الجميع وبالصورة التي تؤكد تلاحم المعركة.

٦/ في مثل هذه المحطات التاريخية تكون المواقف عناوين لخيارات ومسارات المستقبل .. اللهم اشهد.

٧/ أما المعطى الثاني فقد كان من المنتظر أن يحتشد الجنوب قولاً وعملاً، لا يكفي أن يحتشد بالكلمة، فهو أمر لا يتفق مع ما يتعرض له من مخاطر، والاحتشاد الفعال له مظاهر وآليات متعارف عليها في وقت الشدة.

٧/ لا يجب أن يلقى بالعبء على جزء من الجنوب ويظل الجزء الآخر منه يتلهى بالكلام والانتظار. اللحظات التي تحمل في طياتها عناصر صناعة التاريخ لا تتكرر، وهذه اللحظات في مقدمتها وعلى رأسها.

٨/ لا تتركوا الضالع وحيداً .. اللهم اشهد.