كتابات وآراء


الجمعة - 12 أبريل 2019 - الساعة 07:01 م

كُتب بواسطة : قاسم داؤود - ارشيف الكاتب


● عام 2003م تم انتخاب مجلس النواب لولاية حددها الدستور بست سنوات, وهو النص الذي كان أساس العقد الشرعي بين الناخب من جهة وممثله بالبرلمان من جهة أخرى.

● ولاية المجلس انتهت عمليا قبل عشر سنوات وتحديدا عام 2009م, ومن يومها يعتبر المجلس منتهي شرعا, ووجوده والعدم سوا، بل لقد مات وشبع موتا غير مأسوف عليه، والطعن في جثة الميت حرام, كما بات منتهي الصلاحية وعبارة عن بضاعة فاسدة غير صالحة للاستخدام.

● كان المجلس أحد مكونات نظام بائد ثار الشمال لإسقاطه, بعد ان ثار الجنوب للتخلص من احتلاله وكان المجلس مؤسسة فاشلة وتتحمل جزء من المسؤولية عن ما آل إليه حال البلاد والعباد.

● كان مقبولا لو أن الحركة الحوثية هي من دعت لاجتماع باسم المجلس في إطار سعيها للبحث عن سند شرعي لانقلابها, أما أن يتم ذلك من قبل "الشرعية" فهذه هي الطامة الكبرى، ليس مفهوما أن تقدم الشرعية وقوى تدعي الدفاع عن الشرعية بانتهاك صارخ لنص دستوري لا يقبل الاجتهاد وتزور إرادة الناخبين والشعب المالك للسلطة والمنتج لها, بعد أن صادرت حقه في الانتخاب الدوري لممثليه ونوابه كما ينص الدستور.

● لا نناقش لماذا لم تتم انتخابات النواب في موعدها, خاصة وقد جرت انتخابات رئاسية, ولكن النقاش يدور حول دعوة المجلس للانعقاد بعد كل هذه السنين وضدا مما ينص عليه الدستور والعقد الشرعي بين الناخب وممثله.

● اجتماع المجلس يضاف للأعمال العبثية والأخطاء الفادحة التي ارتكبت في الماضي كما ويندرج في إطار الحسابات الصغيرة, والمؤكد انه لن يفيد الشرعية في شيء ولا ما يتطلع لتحقيقه الناس, وبالعكس من ذلك سوف يصب مزيد من الزيت على نار الحرب, كما أنها خطوة قد تخدم سلطة الأمر الواقع التي تسيطر على محافظات ومدن يسكنها غالبية الكتلة الناخبة.

● المثير للاهتمام أن من ملؤ الأرض ضجيجا بالحديث عن مخرجات الحوار والإقلمة هم الداعين لإحياء هيئة "ميتة" ينتمي غالبية أعضاؤها لقوى سياسية سبق لها أن أعلنت رفضها لمخرجات الحوار ومشروع الأقاليم والفيدرالية... فماذا نصدق!!؟

● دلالات الزمان ورمزية المكان تشيران بوضوح إلى أن الدعوة لاجتماع المجلس "السابق" في مدينة سيئون وبعد أسابيع من اجتماع الجمعية الوطنية الجنوبية في المكلا هي رسالة عدائية واستفزازية للجنوب, ومحاولة خسيسة لتأجيج التباينات بين القوى الجنوبية وصولا للاصطدام ببعضها, وبما يعطي للقوى المتربصة بالجميع والمستهدفة للجنوب المبررات التي تبحث عنها لإطلاق عمليات الحرب الثالثة على الجنوب وتحت شعار حماية الشرعية.

● اثق تماما أن الجنوب قد تجاوز هذا الخطر ومرحلة المراهقة، وان كل القيادات والقوى والمؤسسات الجنوبية تدرك حقيقة ما تخطط له القوى الشمالية, وتقدر عظمة المسؤولية التي تتحملها, وأعتقد أن المعنيين يدركون أن نتائج اجتماع المجلس ستعمق الاختلال القائم فى إطار الشرعية بتمكين الأطراف والقوى الشمالية من إحكام سيطرتها على مؤسسات الشرعية وأدائها، يقابله تهميش كامل للجنوبيين وإنهاء اي تأثير لهم.

● لوجه الله لا أحد يراهن أو يخدع نفسه بما سيخرج به الاجتماع إن عقد, فالقاعدة القانونية تقول ما بني على باطل فهو باطل, أما إذا استخدم كغطاء لتمرير مشاريع ما... فلكل حادث حديث.. وحذار من وقت قد يقال فيه للبعض (ان القانون لا يحمي المغفلين).