كتابات وآراء


الجمعة - 11 يناير 2019 - الساعة 10:55 م

كُتب بواسطة : د. ياسين سعيد نعمان - ارشيف الكاتب


ما قامت به الميليشيات الحوثية من تفجير في قاعدة العند ليس عملاً خارقاً يستحق كل هذا التهويل الاعلامي .. فمن ناحية لا توجد معجزات في تسيير هذه "الدرونات" التي أصبحت صناعتها وتسييرها عملية لا تتطلب تلك التقنية العالية ويمارسها هواة في أكثر من مكان في العالم، وكلنا تابعنا منذ أيام كيف أن مثل هذه الطائرات (طبعاً من غير متفحرات) عطلت مطار "جات ويك" في لندن وكان وراءها زوجين من الهواة، وحدث نفس الشيء في مطار هيثرو .. وسيحدث مثل هذا في أكثر من مكان، إذاً لا توجد معجزة تستحق هذا التهويل.

أما النقطة الأخرى التي تستحق فعلاً الاهتمام فهي أن الحرب مستمرة وكلنا يعرف ذلك، وهذا يعني أن للحرب شروطها وظروفها ومناخاتها التي لا بد من مراعاتها في كل لحظة وفي كل حركة وفي كل سكون.

نحن أمام ميليشيات لا تهتم باتفاقات ولا تعطي قيمة للسلام ولديها السلاح الإيراني والخبراء، وفوق هذا تعرف مسبقاً رخاوة الموقف الدولي مما ستقدم عليه، وتعرف أن أمامها خصماً يحترم تعهداته، فما الذي يجعلها تتردد في أن تضرب في أي وقت تتاح لها فيه الفرصة.

تكمن المشكلة في أن الحرب مستمرة وهناك من يعتقد أنها قد انتهت وأن السلام يتحرك مع السيد جريفتش أينما حل أسوة بعطايا عيد الميلاد التي يحملها "سانتا كروز" نيابة عن السيد المسيح.