كتابات وآراء


الأربعاء - 23 سبتمبر 2020 - الساعة 07:53 ص

كُتب بواسطة : صادق ناشر - ارشيف الكاتب


قبل أيام قليلة مرت الذكرى السادسة للانقلاب الذي نفذته جماعة الحوثي في اليمن، بدعم من قوات عسكرية، وأخرى قبلية، جمعتها المصالح، وروح الانتقام مما جرى من أحداث شهدتها البلاد عام 2011، والتي بدورها أدت إلى الكثير من الكوارث، والسلبيات، خاصة بعد أن انحرفت بوصلة ثورة الشباب باتجاه الطابع السياسي، والحزبي، عوضاً عن أن تكون معبرة عن روح السلمية التي كانت سبباً في محض الناس تأييدهم لها.

ففي الحادي والعشرين من سبتمبر/ أيلول، سيطر الحوثيون على الدولة بمؤسساتها السياسية، والعسكرية، بما فيها تلك القوى التي كان مجرد ذكرها يشكل رعباً لدى قطاع واسع من الناس، ونقصد بذلك الألوية العسكرية التابعة للحرس الجمهوري، والفرقة الأولى مدرع، والأخيرة أعلنت دعمها لثورة الشباب، لكنها في نهاية المطاف اختطفت سلميتها، وأضفت عليها الطابع الحزبي.

ست سنوات من الحرب التي جاءت نتاجاً طبيعياً للانقلاب، حيث خسرت الشرعية مكانتها السياسية والعسكرية، لمصلحة الجماعة التي زحفت من صعدة، مروراً بعمران، وصولاً إلى قلب العاصمة صنعاء، ورمز سيادة الدولة، قبل أن يفر منها الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن، ومن ثم إلى الخارج، بعد أن وصلت المقاتلات التابعة لسلاح الجو إلى قصر معاشيق في عدن لاستهدافه، باعتباره رمز الشرعية الأخير، بعد أن تمكن الحوثيون من إسقاط سيادة الدولة، واجتياح المدن بدءاً من صنعاء، وصولاً إلى عدن.

ومع أن الجنوب عاد إلى أحضان الشرعية في يوليو/ تموز من عام 2015، بمساعدة فاعلة من التحالف العربي الذي أعلن مساندته للشرعية، خاصة قوات دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أن الشرعية لم تكن قادرة على إعادة مؤسساتها التي فقدتها في صنعاء، والكثير من المناطق الشمالية، ولم تحافظ على المناطق التي كانت تقع تحت سيطرتها بعد انقلاب الحوثيين، كما لم تقدم نموذجاً في المناطق المحررة يجعل الناس يدعمون عودتها.

بعد ست سنوات من الحرب لا تزال صور الخراب والدمار شاهدة على قتامة المشهد، بعد أن دخل اليمنيون في أتون أزمات اقتصادية واجتماعية لا حصر لها، فقد تم إفقار المجتمع وتهجيره، وصار الملايين ينتظرون المساعدات التي تأتي أحياناً من دول التحالف العربي، خاصة بعد أن فقدوا رواتبهم، ومصادر دخولهم الاقتصادية، وبالتالي دخلوا في دوامة المجاعة والأمراض التي صارت تقرع الأبواب.

بعد ست سنوات من الانقلاب والحرب الطاحنة، تطرح أسئلة عن الوقت الذي تحتاج إليه الأطراف المتحاربة للتوقف عن الاقتتال والاحتراب، فالحرب لم تبق لليمنيين شيئاً، والحل الوحيد يكمن في أن يجلس الجميع على طاولة حوار للخروج من التيه الذي وضعوا فيه شعبهم، المطحون بهموم لا تنتهي.

Sadeqnasher8@gmail.com

جريدة الخليج