كتابات وآراء


الأحد - 30 أغسطس 2020 - الساعة 02:22 م

كُتب بواسطة : وديع منصور - ارشيف الكاتب


* حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب ستجعل من معاناة الملايين من اليمنيين أقل مما هي عليه الآن . مجرد وهم . فهذه الحكومة عبارة عن صفقة توزيع حقائب ، وغياب ثقة ، وولاءات متضاربة ، وإنتهازية .. والآلة المتضخمة بالفساد لن تمكن حتى من يحملون النوايا الصادقة على فعل الكثير.

* إتفاق الرياض ، سينجح في الأخير بمنع إقتتال الطرفين الموقعين على بنوده وبصورة نهائية ، وسيضع حدا كذلك للفوضى وتدهور المحافظات المحررة . مجرد وهم أيضا .. فبنود إتفاق الرياض أو أي إتفاق أخر قد يكتب له النجاح إن أشرفت على تنفيذه أطراف دولية كبرى ، من غير الأمم المتحدة.

* المرجعيات الثلاث هي مفتاح السلام في اليمن . مجرد وهم أخر . فهذه المرجعيات ساهمت بشكل او بأخر بوصول اليمن إلى ماهو عليه اليوم . والسنوات الماضية من التمسك بهذه المرجعيات لم يساعد حتى على تثبيت هدنة ، ناهيك عن نجاح مفاوضات تقود إلى سلام ، وإرساء دولة جديدة.

* الجنوبيون أكثر توحدا اليوم فيما بينهم ونجحوا بتجاوز مشكلة المناطقية بعد مبادرة التصالح والتسامح . مجرد وهم . فلم ينجح شيء في التصالح والتسامح سوى إنتشاره كشعار على الالسن ، وعلى اللوحات الضخمة . وسوف تظل المناطقية إلى حين تشكل أزمة الجنوب المزمنة.

* سوف تستمر الوحدة بين الجنوب والشمال ، ولن تغير هذه الحرب من حقيقة أن أغلب سكان اليمن الشمالي مع إستمرارها . مجرد وهم كذلك . فالذي سيستمر هو إنهيار اليمن بوتيرة أسرع وعلى نحو غير مسبوق . ولن ينجح أي حل أخر للأزمة المستمرة منذ أكثر من ربع قرن سوى بانفصال الجنوب عن الشماليين الذين أظهروا عجزا كاملا بالحفاظ على عاصمة الوحدة.

* الوضع الامني غير المستقر والفوضى التي تجتاح عدن ستنتهي باتفاق سياسي وعسكري بين الأطراف المتصارعة ، أو بانتصار طرف بالقوة وفرض سلطة الأمر الواقع . مجرد وهم . فالتاريخ يؤكد إستحالة إستمرار سيطرة أحد على عدن مهما إمتد به الزمن . والحل الوحيد لوقف تدهور هذه المدينة ، التي تسببت كل الأطراف بنكبتها ، هو إختيار مكان آخر بديلا عنها كعاصمة سياسية . وحظر أي نشاط عسكري فيها . وربطها بمصالح تجارية دولية كبرى.

* قد يستجيب الحوثيون للقرارات الدولية في المستقبل غير البعيد ، مجرد وهم ، فالحوثيون لن يستجيبوا لأي قرارات دولية بعد أن نجحوا بالسيطرة على كامل شمال اليمن تقريبا . ومن المستبعد أيضا ان تتخلى إيران عنهم ، الا بتغير نظامها جذريا . وهذا أمر مستبعد في المستقبل القريب.

* لن يشكل التدخل التركي عاملا مؤثرا في إطالة الحرب في اليمن . مجرد وهم . فبعد نجاحهم بالتواجد في الصومال المجاور لن يتوقف الاتراك عن محاولات الوصول إلى أهدافهم في المنطقة ، والتي انشأوا من أجلها قاعدتهم العسكرية الأكبر في العالم.

* لن يطول غياب السلام والإستقرار في اليمن أكثر من خمس سنوات أخرى . مجرد وهم . فتجربة بلدان أخرى أقل تعقيدا ترجح إلى إمكانية إستمرار الحرب في اليمن سنوات أطول . وحتى وإن توقف سقوط القذائف فان ذلك سيكون نتيجة هدنة طويلة ، وليس إنتهاء الحرب.

* الشعب اليمني يستطيع فرض إرادته في أخر المطاف على الأطراف
المتصارعة . واليمنيون يستطيعون لوحدهم التوصل لسلام عادل ودائم فيما بينهم من دون تدخل خارجي . مجرد وهم . فالتاريخ الحديث والقديم يكشف بأن كل ثورات اليمنيين كانت في أحسن الأحوال مجرد جسر لإستيلاء فئة غير مؤهلة على الحكم ، وإقصاء أصحاب القدرات الحقيقية ، وترحيل مشاكل البلد للمستقبل.