الإثنين - 06 يوليه 2020 - الساعة 07:36 م
حقيقة يجب أن تقال على رؤوس الملئ رغم مرارتها وقسوتها علينا كجنوبيين ، تغيرنا بفعل فاعل (عفاش) الذي كرس جهده ومكره ودهائه وسلطته وجبروته وحقده لتدمير النسيج الاجتماعي والثقافة والأخلاق والسلوك الحضاري والقيم لدى معظم الجنوبيين.
ولهذا نحتاج مزيدا من الوقت حتى ننضج سياسيا وإداريا وسلوكيا ولا بأس إن أستدعينا جيناتنا الوراثية من أجل العودة لجذورنا الأصيلة، ولنعترف أن الرئيس الراحل عفاش نجح بتغريبنا وحرفنا.
اليوم لا نستطيع إخفاء نتائج ذلك التدمير الممنهج بعد رحيله وعودة معظم الأراضي الجنوبية إلى الجنوبيين، إذ أننا نسير اليوم على نهجه الكارثي المدمر الانتهازي، وكأننا قطيع تمرس على خط سيره براعي أو بدون راعي، ما حدث لنا جريمة بحق البشرية، والمؤامرة كانت أكبر من قدراتنا وإمكانياتنا، واليوم يكمن العيب بعدم جلد الذات وتقويمها وتصحيح مسارها العفاشي المدمر.
أسهل الطرق وأيسرها وأضمنها هي وزارة التربية والتعليم مصنع أجيال المستقبل المشرق للخروج من هذا النفق المظلم، وعلى هذا الأساس يجب علينا الاهتمام بالمدرسة والمعلم والطالب إذا أردنا وطن العدل والمساواة ويتسع للجميع، من المدرسة يخرج جيل متسلح ليس بالعلم والأخلاق والقيم، بل جيل يحمل عقيدة راسخة بالانتماء لهذا الوطن والذود عنه.
ما يحرك الإنسان في هذه الدنيا هي المصالح والمبادئ ( العقيدة الإسلامية ) والعادات والتقاليد الحميدة، وعلى مدى 30 عاما من التجريف والتغريب والتهجير نجح الرئيس الراحل عفاش بجعل المصالح الفردية هي نهج وطريق أغلب فئات الشعب اليمني جنوبا وشمالا، وبالتالي علينا الانطلاق من المدرسة بتربية الجيل الجديد على عقيدة المبادئ التي ستسير عليها الأجيال القادمة نحو مستقبل مشرق بإذن الله تعالى.
حاليا لن يستقيم الوضع المعوج إلا بسوط قائد جنوبي قوي ووطني ونزيه، وأرجوا الا نعول كثيرا على بعض من القادة والرموز مهما كانت مكانتهم وتاريخهم فقد أثرت فيهم مرحلة التغريب والتجريف العفاشية، حاولوا جاهدين تغييرها ولم يفلحوا لأنها أصبحت سلوك، غريزة البقاء هي التي أجبرتهم على إستدعاء الماضي خوفا من مجهول الحاضر الذي لا يبشر بخير مطلقا.
بمال الشرعية المسروق من عرق الشعب أسس الميسري والجبواني مليشيات مناطقية واشتريا السلاح من السوق السوداء لتنفيذ أجندات معادية للسعودية والرئيس هادي قبل الجنوب، بإسم الشرعية وأموالها المنهوبة أصبح بن معيلي وغيرهم جيش وطني وهم بعيدين عن الوطنية في مأرب والجوف والبيضاء.
لنعترف بأننا نحتاج المزيد ثم المزيد من الوقت حتى نبني جيشا وطنيا على أسس علمية وعملية حديثة، ونظام إداري ومالي مبني على الكفاءة والمهنية، لننظم إلى الشرعية مكرهين ومجبرين لأن الهدف أسمى والتضحية لابد منها، ولنستفيد من مالها وجوازها الشرعي لننطلق به إلى عواصم الدنيا للتعريف بالقضية الجنوبية ومظلومية شعبها وحقه بتقرير المصير، بسلاح الشرعية ومالها وبإتفاق السلم والشراكة مع عفاش وهادي اختصرت مليشيات الحوثي مسافة الألف ميل بخطوة واحدة، ولم يعد السلاح كما كان الرقم واحد بتغيير المعادلات السياسية على الأرض بل العكس، وأصبح المكر والخديعة والمرونة من أهم أدوات هذا العصر.