كتابات وآراء


السبت - 20 يونيو 2020 - الساعة 03:03 م

كُتب بواسطة : محمد نجيب - ارشيف الكاتب


- نشرت أحد الصحف العدنية خبر إرساء عقد " تأهيل طريق ساحل أبين بدءا من جولة العاقل إلى جولة الرحاب" بمديرية خور مكسر, تحت البرنامج السعودي لتمويل واعمار اليمن.

- ويبلغ طول المسافة المزمع تأهليها في هذه الطريق بنحو 5 كيلومترات.

- وبحسب الخبر الصحفي فقد تم إرساء العقد على شركة وطنية وذلك.من قبل محافظة عدن. ولا ندري هل تم هذا العقد بناءا على مناقصة تنافسية أعلن عنها في الصحف المحلية ام بالتعيين المباشر من قبل المحافظة?.

- وبالعودة إلى الطريق المزمع تأهليها فيمكن تقسيمها إلى ثلاث أجزاء. الأول طريق يبدأ (بعرض نحو 25 مترا) من جولة العاقل (بإتجاه طريق أبين السريع) ويمر بمنطقة عبادة (مسجد الخير) سكنية/ فندقية/ إدارية حتى مدخل حي الأحمدي على الجهة الأخرى (اليمين). الجزء الثاني هي طريق مفتوح باتجاه جولة الرحاب وتمر بمنطقة سياحية نشطة, كورنيش الرئيس قحطان الشعبي (يتواجد فيها أكشاك ومطاعم). الجزء الثالث, منطقة مكملة للكورنيش, شبه خالية من اي إعمار فعلي وتنتهي عند جولة الرحاب. في الجهة المقابلة لهذه الثلاث الأجزاء المذكورة, هناك أيضا طريق ضيقة من ثلاث أجزاء (بعرض نحو 10-12 مترا فقط), بإتجاه النزول إلى كريتر. يبدأ الجزء الأول من جولة الرحاب وعلى اليمين سور مطار عدن وصولا إلى سور نادي شركة النفط الذي يبدأ بعده الجزء الثاني والذي يضم, في معظمه, من جهة اليمين على سلسلة فنادق سياحية حتى مدخل حي الأحمدي. الجزء الثالث والأخير يبدأ من سور جامعة عدن . وهنا ولمسافة 400 مترا يتوسع عرض الطريق مترا إلى نحو 35 مترا ليعود ضيقا مرة أخرى من عند مبنى مجمع السفارة الروسية وسور مستشفى الجمهورية مرورا بمنطقة سكنية وثانوية محمد عبده غانم على اليمين حتى جولة العاقل.

- هذه نبذة عن أهمية هذه الخمس كيلومترات في حياة ومعيشة ونشاط الأفراد الاجتماعي والثقافي والترفيهي والسياحي لسكان عدن بشكل خاص.

- ولكن هذه الكيلومترات القليلة والبسيطة هي في الواقع ذو أهمية إقتصادية كبرى لأنها المسافة الأخيرة التي تقطعها اساطيل النقل البري بكافة أنواعها وأشكالها وأحجامها وهي قادمة من ميناء عدن البحري محملة بالآلاف من الأطنان من البضائع الاستهلاكية والسلع الغذائية والمواد والأدوات الصناعية إلخ إلى بقية المحافظات الجنوبية, إلى أبين وحتى إلى المهرة.

- إذا, تعتبر هذه الطريق محورا أساسيا للنشاط الاجتماعي والسياحي والتجاري والاقتصادي. وعليه وجب الحرص والعناية بها لما في ذلك المصلحة العامة.

- وبحسب ذاكرتنا فإنه خلال الخمس السنوات الماضية ومنذ تحرير عدن, تم تأهيل أجزاء من هذه الطريق بطريقة "السفري" وسد وترقيع أجزاء أخرى منها. والبرهان والإثباتات أكبر برهان.

- وبالعودة إلى الخبر المعلن والمتعلق بإعادة تأهيل هذه الطريق, نود أن نوجه الإنتباه إلى النقاط التالية :

1- هل العقد مع الشركة المنفذة يحتوي على مواصفات هندسية ومتطلبات لمواد أساسية تضمن استمرارية خدمة وبقاء الطريق في أحسن حالة. وهل هذه المواصفات قد تم تحديدها من قبل بيت خبرة في هذا الشأن ?

2- هل هذه المواصفات تراعي الحالة المناخية شديدة الحرارة والرطوبة لمدينة عدن ?

3- هل أخذ في الحسبان أن أغلب اساطيل النقل, الكبيرة والضخمة منها, تحمل أوزان واثقال قد تفوق تحمل الطريق ومواصفاتها والتي استخدمت في إعادة تأهليها ?

4- هل أخذ بعين الاعتبار "الإحتباس الحراري وتغير المناخ " والذي بدأت ثأتيراته على أجواء عدن من خلال أمطار غزيرة غير متوقعة خلال الثلاث سنوات الماضية ? وما نتج عنه من دمار عام وخراب في الطرق خاصة. ويبدو أن هذا التغير المناخي سيستمر في المستقبل.

5- كما شرح آنفا, فإنه يقع على ضفتي هذه الخمس كيلومترات أنشطة عديدة ووجود أحياء سكنية والتي عن طريق بنيتها من الصرف الصحي تعمل على صب ورمي مخلفاتها السائلة والنظيفة والمستخدمة على الطريق نفسه مما يسبب تكسرات تشققات وحفر تكبر وتكبر مع الزمن وثوار على جودتها وعمرها الافتراضي.

6- العشوائية بكل أشكالها خاصة على هذه ال5 كيلومترات حين يقوم الغوغائون بحفر/ شق الطريق (الاسفلت) لغرض تمديد/ توصيل الكهرباء/ الماء من جهة إلى أخرى.

7- الامطار والتي هطلت خلال المواسم السابقة تمركزت في الأماكن التالية:

ا- أمام مول العرب وحتى مسجد الخير.

ب- من معرض الحارثي حتى إدارة الاسكان أمام سور مستشفى الجمهورية.

ج -من مدخل حي الأحمدي حتى أمام نادي النفط.

ح- وهذا المريع والفاجعة , من "أمام نقطة تفتيش نقطة المطار إلى جولة الرحاب".

كل هذه النقاط تحولت إلى برك كبيرة من المياه شلت في البداية الحركة المرورية تماما ليوم أو أكثر وبعدها أعاقت وابطأت الحركة بدرجة ملموسة.

على عقد التأهيل الجديد أن يجد مخارج مياه الأمطار تسحب/ تشفط المياه فورا وتحول دون تجمعها. ولا يبدو أن هذا صعب المنال خاصة وأن البحر على بعد أمتار قليلة منها.

■ الماء , كان نظيفا من السماء أو مستخدما من الأرض, فهو أكبر "عدو" للأسفلت ..