كتابات وآراء


الخميس - 04 يونيو 2020 - الساعة 12:50 ص

كُتب بواسطة : هادي علي زين - ارشيف الكاتب


عندما أعلن تشكيل المجلس الانتقالي قبل ثلاثة أعوام شكل حدثا بارزا في مسيرة كفاح الشعب الجنوبي وثمره لهذا الكفاح بدليل الالتفاف الجماهيري حوله بكونه حامل القضية الجنوبية ويشكل امتداد للحراك الشعبي وكان قيامه سند إلى جانب جميع مكونات الحراك فلم يلغي أحدا منهم ولم يكون حزبا ولا تنظيما سياسيا بل هيئة قيادة مهمتها إدارة شؤون الجنوب خارجيا وداخليا للوصول إلى تحقيق أولى الأهداف وهو استعادة دولته على حدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كاملة السيادة.

ولأن قيام المجلس الانتقالي تم في ظل حرب وأزمة وطنية حادة متعددة الجهات والاتجاهات وصلت إلى حد التدخل الخارجي لتشكل تحالف عربي عسكري شكل الطرف الأقوى في تلك الحرب والأزمه معا إلى جانب إخضاع الجمهورية اليمنية تحت البند السابع للأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن، كل ذلك وجوانب كثيرة كان لها التأثير المباشر وغير المباشر ختم على تشكيل المجلس من مجموعة مختارة من العناصر الوطنية بالتشاور معها ومن ثم تم تشكيل المجلس وإعلان أعضاءه في ١١ مايو ٢٠١٧م مكون من ٢٦ عضوا برئاسة عيدروسي الزُبيدي.

وبإعلان المجلس الانتقالي استبشر الكثير خيرا وضاقت حال المتطفلين والانتهازيين والوصوليين وشراذم النفع والفساد ومروجي الشقاق والفتن وبهذا أصبحت أمام المجلس الانتقالي مهام يحب أن يؤديها لتحقيق آمال المستبشرين خيرا وبالجانب الآخر جبهة معادية أخذت عدة اتجاهات أولها عناصر سلطة الشرعية الجنوبيين المتمسكين بخيارات متذبذة ومتعددة الهدف من وراءها إصلاح شأن حالهم والمنتفعين من نظام صالح وفئة أخرى تضم حزب الإصلاح بكل تشكيلاته السياسية والاقتصادية والعسكرية والارهابية وهو اخطرهم واشدهم فعلا على الساحة ثم أنصار الله ومن في دائرتهم ترتب على ذلك ان يبذل المجلس جهدا كبيرا في المواجهة وترسيخ قاعدته ودوره في المجتمع.

ان واقع الحال اليوم أصبح غير ما كان عليه يوم إعلان تشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي فمن خلال أداء المجلس وظائفه ومهامه برزت استحقاقات ومهام وواجبات وتعددت المهام والواجبات والمتطلبات فمن الضروري إعادة النظر في أمور شتى وأهمها الكادر القيادي الذي يمثل أساس كل نجاح أو فشل ومن المؤكد أن الدور الذي قام به أعضاء هيئة الرئاسة للمجلس يستحق الاحترام ولكن لا بد من تقييم نشاطهم جميعا في إطار هيئة رئاسة المجلس لأن دورهم وما قدموه يختلف من شخص إلى أخر ومثله إمكانياتهم وقدراتهم المستقبلية وتوسع نشاط المجلس نظرا للاستحقاقات الوطنية فمن الضرورة الملحة إما تجديد دماء المجلس أو توسيعه بالاستناد إلى المهام الملحة والكفاءات التي لا بد من حضورها الفعلي في هيئة رئاسة المجلس بالاعتماد على تصورات هيئة رئاسة المجلس ومصادقة الجمعية الوطنية التابعة له.
هادي علي زين