كتابات وآراء


الجمعة - 05 أكتوبر 2018 - الساعة 08:41 م

كُتب بواسطة : أ.د فضل الربيعي - ارشيف الكاتب


ماذا جرى ويجري في وعينا الجمعي اليوم ؟؟ أسئلة عصف ذهني تتطلب الإجابة...

هل نحن قادرين على التغيير؟

هل تجمدت عقولنا ؟ وأصبحنا نعيش في الماضي أكثر من الحاضر؟

وهل صحيح أن نتحدث عن الغد من بوابة الأمس؟

هل مازلنا نتعامل مع الرموز والأحداث بمزاجية وقصور وسطحية؟

لماذا نهاجم كل رموزنا ولم نبقي أحد منهم؟ ولمصلحة من ذلك؟

لماذا نتحسس من الكل؟

هل مازلنا جماعات كالقطيع لم يتبلور فينا روح الجماعة الواحدة؟ ولم نتحول بعد إلى مفهوم الشعب؟؟..

وهل ماتزال فكرة الوطن، والدولة، والإنسان، في عقولنا متأرجحة ومتذبذبة في ما بين واقع منظور ما قبل الدولة ودولة الهيمنة والاستبداد ؟!

نحن نلوك ونردد كلمات ومفاهيم مثل الوطن والدولة الحديثة والثورة .. ولكنه يغيب الوطن والمواطن والدولة في أفعالنا ..

بل مانزال نتحرك في دائرة الذات والأسرة والعشيرة والقبيلة، إذاً فكيف لنا هنا أن نبني الدولة؟ ..

علينا أن نحرك عقولنا بإتجاه استلهام التاريخ واحترام الذاكرة الجمعية والاستفادة من الماضي فقط كعبر، وتحريك الحاضر والتوجه به نحو المستقبل الآمن الجديد المنشود للكل ..

أجزم القول إنه بامكاننا مغادرة الماضي المأساوي والتغلب على تعقيدات الحاضر المحتقن، بل وقادرين أن نرسم ملامح خطوط الطول والعرض لمساحة وطن يبحث عن معنى للمعيارية والحرية والكرامة والعدالة والدولة الحديثة، فذلك ليس أمرآ مستحيلاً صدقونا، كما أن الطريق إلى ذلك متاحاً وممكنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلا أنه يحتاج منّا إلى إخلاص النوايا وتبديد أزمة الثقة، واستحضار الإرادة والقدرة على الفعل صوب التغيير للعبور من النفق السياسي العصبوي التاريخي المأزوم بإتجاه إستكمال إرادة الفعل المقاوم الذي ضحى من أجله الآلاف من الشهداء ...

نرسم الأمل ونزرع التفاؤل ونتعامل مع الواقع على طريق التغيير التاريخي المؤجل من أكثر من خمسة عقود من الزمن !!.

نمد أيدينا إلى الجميع أطيافا وتيارات وننتقي من بين الكل الكفاءات والقدرات والمؤهلات القادرة على العمل والإبداع لتتولى إدارة مؤسسات المجتمع.

نبتعد عن التخوف ونمتنع عن التشكيك والتخوين، نقترب من الكل ونتحاور بكل صدق وشفافية نقول الحقيقة ونترك النميمة والكذب والنفاق.

نقدس انتماءنا الجمعي لا الأفراد، نحترم بعضنا بصدق، نتحلى بالقيم الجمعية، ونتعامل بأخلاق مع بعضنا فهي أعمدة نجاحنا...